بييجي وقت لازم تسكت فيه , وعقلك يقولك ( خليها فى القلب تجرح , بدل ما تبان و تفضح ) .. و أوقات تحس إنك لازم تتكلم .. مش قادر تكتم و تخبي .. وإلا هتنفجر .. علشان متكلمش نفسك و الناس تقول إتجننت .. أو تخلق شخصية من خيالك تعيش معاها و تعزلك عن العالم ويقولو عليك براوي ... يبقى الحل إنك تفضفض .. اللى تقدر تتحمله خليه جواك .. و اللى متقدرش عليه .. ويفيض بيه قلبك و عقلك .. وزّعه على اللى حواليك ... هنا مش مجرد كلام و حكايات ... كل رسالة هي فيض من ( فيوض القلب والخاطر ) ....... أنا / صابرين أبوعلي

الجمعة، ٣ يوليو ٢٠٠٩

زى شكة الدبوس

أسهل حاجه فى الدنيا إنك تجرح حد أو تهينه، كدا..بمنتهى البساطه، وكأنها " شَكِة الدبوس"، وبغض النظر عن ان حتى شكة الدبوس ممكن توجع ناس كتييير أوى إلا إن كل المطلوب منك علشان تنفذ المهمه وتنجح فيها إنك تسد ودانك علشان ما تسمعش بتؤول إيه وكمان تغمض عينيك علشان ما تشوف علامات الألم إللى سببتها كلماتك أو تصرفاتك مرسومه على وش إللى جرحته.وتقسى قلبك علشان ما تحس بأى تأنيب ضمير بعد كده
ناس كتير عندهم قدره عجيبه على الإهانه والجرح من غير ما ياخدوا بالهم ولا يحسوا بيه وكأن دا شئ عادى من مكونات شخصياتهم...طبيعى أوى، أشخاص ممكن نوصفهم بــ"معدومى الإحساس"، ودا غالباً بيكون تجاه الآخرين بس، أما فيما يتعلق بيهم فبيكونوا فى منتهى الإحساس بـ "الأنا" إللى بتكون عاليه جداً عندهم وما يتحملوا كلمه من حد. غريبه أوى الحكايه دى!!! لأن المفروض زى ما بتحب ان مفيش حد يجرحك لازم انت كمان تحاسب على كلامك وتصرفاتك وما تجرح حد؛ متجرحش علشان متنجرحش؛ بإختصار "يكون عندك إحساس حى"لازم

بحاول دايماً أتخيل نفوس الناس إللى بتعامل معاهم على إنها "أوَّده ضلمه" مقفوله ومحدش عارف فيها إيه؟! جايز ناس نايميين على الأرض أو على السراير، جايز حاجات قابله للكسر أو حتى مكسوره...جايز حاجات غاليه يتخاف عليها، ومادام الأشخاص دول سمحولك تتعامل معاهم وتكلمهم يبآ سمحولك تدخل أوَّدهم الضلمه، خُد بالك بآ وإنت داخل وحاسب على كل خطوه وحركه؛ ممكن تدوس على إيد ولا رِجل حد نايم ولا حتى تدوس فى بطنه بمنتهى القوه والقسوه بحجِة ان الدنيا ضلمه ومش شايف، ممكن تكسر حاجه غاليه أو تدوس على حاجه مكسوره وتزيد تحطيمها وممكن إنت كمان تنجرح بيها. يبآ لازم "إحساسك الحى" دا يكون منَوَّر جواك علشان يقودك جواهم وتشوف طريقك كويس فى أى أوده ضلمه تدخلها وما تؤذى حد لا غصب عنك ولا عن عمد
شُفت "بنى آدمين"- او المفروض انهم كدا يعنى- بيتصرفوا بمنتهى الغباوه والجليطه و قلة الذوق، بيتكلموا وخلاص من غير ما يراعوا شعور أى حد، بيخبطوا فى الكلام يعنى،بالبلدى كدا "مدبات" وبيحدفوا كلام زى الطوب، وتلاقيهم عادىىىىىى ولا كأنهم عملوا حاجه،وإللى يغيظك أكتر هو البرود فى رد الفعل ويمكن الضحك كمان، تبآ مش عارف تطبطب على المجروح ولا تضرب إللى جرحه بالقلم أو حتى تعضه ويبقى حلال فيه.
مع ان الكلمه الطيبه صدقه، وتبسمك فى وجه اخيك صدقه وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قال " لا تحقرن من المعرف شيئاً ولو ان تلقى اخاك بوجه طليق" حتى ما كان بيجرح الحيوان او الطير وبيخاف يؤذى شعورهم واوصى ان الطير او الضحيه ما تندبح بين اقرانها علشان ما نفزعهمش ؛ شوفتوا مراعاة شعور الاخرين وصل لحد فين؟؟؟ الحمد لله على نعمة الاسلام

بتصادف تبآ قاعد مع ناس وتلاقى حد فيهم قال حاجه تبوظ القعده والموقف كله، وممكن تكون يا دوب "كلمه" من تلات أربع حروف ...بس قاتله، وممكن تكون فى منتهى منتهى البساطه...بس إللى اتقالتله فعلاً أثرت فيه وجرحته؛مش عارفه أقولكم أمثله أو بمعنى أدق خايفه أقولكم أمثله علشان مجرحش حد ولو على سبيل المثال.بس والله فعلاً بتجرح، بس هتكلم بصفه عامه ، مثلاً..ممكن حد يقولك "انت النهارده خارج مبهدل أوى" ،"إنت بتعتبر شغلك دا شغل ولا فاكر نفسك بتتعب؟" ،"إنت بنى آدم ملكش لازمه"....حاجات ممكن بسمعها من ناس لناس لكن بتجرحنى وتألمنى أنا، وكأنها اتقالت لى
مش متخيله اننا ممكن نخسر بعض على "كلمه" ،مع ان الكلمه هى كل حاجه، سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بيقول " وهل يكب الناس على وجوههم فى النار يوم القيامه إلا حصائد ألسنتهم"، ممكن تقول "كلمه" تجرحنى وعمرى فى حياتى ما أسامحك عليها، تفضل مآرقانى طول العُمر وكأنها جبل على كتفى. (الإنسان = كلمه ) ؛ كلمه تجيبه وكلمه توديه، كلمه ترفعه وكلمه تنزله كلمه تعزه وكمه تذله،الراجل كلمه بيترتب عليها موف وموقفه ومدى إلتزامه بيها، أرسطو لما كان ييجيله تلميذ جديد كان بيؤوله "تكلم حتى أراك" ، كل حرف بيخرج من بؤك بيؤول إنت مين وبتفكر وتحس إزاى، زى الحكمه العربيه ما بتؤول :" المرء مخبوء تحت لسانه،فإذا تحدث ظهر"....خد بالك من لسانك
عارفين أنا بكتب الكلام دا وبشارككم معايا فيه ليه؟..علشان فعلاً حاسه بتأنيب ضمير فظيع بشع؛ورغم الإعتذار إلا إنى فعلاً مش عارفه أكفر عن ذنبى، عمرى ما غلطت فى حد؛ حتى الجماد والحيوان لو مسيته بأذى غصب عنى وغير مقصود كنت بعتذرله وكان غلطى فى حقه بيألمنى ومع كدا جرحت "بشر"..أظطرتنى الظروف لكدا –عُذر أقبح من ذنب- ؛ كان فى حد "متعود" إنه مش يسيب حد فى حاله، كل حاجه ينقدها بإسلوب مقزز ومهين فعلاً، تريقه وسخريه ولا على باله خالص أى إصابات ممكن يسببها، صادف إنى كنت موجوده وهو بيوجه كلمه جارحه لحد، ولأول مره ما أعرفش أمسك نفسى...اتكلمت...مش عارفه الكام كلمه دول خرجوا إزاى؟؟!!! بس كنت حاسه انه يستاهلهم وزى ما بيهين لازم يجرب يتهان، ويدوق من الكاس إللى بيشربه للناس ،كلمتين فى منتهى البساطه ووالله العظيم بردو معاهم شوية لطف وذوق، بس قاموا بالواجب وعملوا المطلوب منهم، والشخص دا كأنه بلع لسانه، إديته درس، بس أنا أخدت الدرس الأكبر، عرفت انك علشان تكون حد قاسى عديم الاحساس شئ سهل جداً ومش محتاج أى مجهود، بس علشان تحافظ على نفسك طول العُمر كلك إحساس بيللى حواليك ومراعاه لشعورهم...هو دا فعلاً إللى بيحتاج أكبر مجهود وسيطره على النفس
أنا آسفه...قلتها بس ماريحتني، توبه يا رب، والله حرمت أعملها، حرمت أحط إحساسى على جنب لحد ما أخلص مهمه معينه وأرجعله تانى،حرمت أفكر بطريقة "زى شكة الدبوس" ،الدبوس ممكن يخربش ويألم وكمان ممكن يكون ملوث ويسمم ويقتل...مع إنه "مجرد دبوس" بس قام بدور أكبر من الخنجر
فى حاجه كمان لو تسمحولى...الإهانه والجرح صحيح ممكن يكونوا بكلمه أو بتصرُف والأكتر من كدا انهم ممكن يكونوا بـ"التجاهل والإهمال"،وبيتهيألى – قصدى أكيد- ان دا أقسى أنواع الإهانه والجرح والتحقير كمان...إنك ما تخدش بالك من حد بيهتم بيك أوى، عاملك "شغله الشاغل"، بيفكر فيك أكتر ما بيفكر فى نفسه، بيسعى ليك وبيتمنى رضاك ،حياتك عنده اهم من حياته ،بيترجى منك فعل او حتى كلمه تؤول له انك حاسس بيه ومع ذلك كل إللى شاغلك "أنا" بكل أنانيتها ونرجسيتها، إهتمام إللى حواليك بيك دا "حق طبيعى لك" ولو حصل وقل مره يبآ فى حاجه غلط وتُتَهَمهم بالتقصير، إنت اتعودت على اهتمام شخص معين بيك لكن هو أكيد مش عارف يعود نفسه على "تجاهلك ليه"، كل حاجه لازم يكون لها مقابل،لو فضلت طول عمرك "تصرف" مشاعرك وتبعزأها على إللى حواليك من غير مقابل ومن غير "إستثمار" ليها يخلى دايماً عندك فائض أو على الأقل ثبات فى رأس المال، أكيد هييجى يوم "تشهِر فيه إفلاسك من المشاعر"، وفاقد الشئ لا يُعطيه، إزاى هتعرف تحب وتهتم وانت ما عندك الرصيد الكفايه إللى يسمحلك تصرف من بنك مشاعرك المفلس؟؟!!.
أقسى أنواع الإهانه إنك "تتجاهل" مشاعر ناس بتحبك وبتفكر فيك وبتهتم ليك بجد من غير ما تستنى المقابل...فتح عينيك وفتح قلبك وعقلك ومشاعرك، بدل ما تجرح حد وتخسره وتفضل بقيت عمرك ندمان، ولو فكرت ترجع إللى راح وتروحله هتلاقيه مفلس ومعدش عنده حاجه يديهالك..إوعى ساعتها تعتبرها اهانه أو جرح ؛ لأنك إنت إللى بدأت، والبادئ بالظلم هو الأظلم
.آسفه...لأى حد وأى شئ جرحته أو أهانته بغير قصد أو تعمُد...والله العظيم آسفه بجد...سامحنى.
sabrina abu ali

ليست هناك تعليقات: