بييجي وقت لازم تسكت فيه , وعقلك يقولك ( خليها فى القلب تجرح , بدل ما تبان و تفضح ) .. و أوقات تحس إنك لازم تتكلم .. مش قادر تكتم و تخبي .. وإلا هتنفجر .. علشان متكلمش نفسك و الناس تقول إتجننت .. أو تخلق شخصية من خيالك تعيش معاها و تعزلك عن العالم ويقولو عليك براوي ... يبقى الحل إنك تفضفض .. اللى تقدر تتحمله خليه جواك .. و اللى متقدرش عليه .. ويفيض بيه قلبك و عقلك .. وزّعه على اللى حواليك ... هنا مش مجرد كلام و حكايات ... كل رسالة هي فيض من ( فيوض القلب والخاطر ) ....... أنا / صابرين أبوعلي

الأربعاء، ١٨ مارس ٢٠٠٩

فــنــجــان حُـــــــب "بــالــنــعــنــاع"



فنجان حب...بالنعناع

التفت الأسره كالمعتاد حول شاشة التليفزيون تتابع المسلسل العربى ،بين راضِِ أو رافض أو
متململ وراغب فى التغيير،فجأه نهضت الأم لتلحق بصلاة المغرب وهى تحدث نفسها:"حبيبى يا بابا-تقصد زوجها- اتغدى وخرج من غير ما يشرب الشاى،هحط الميه على نار هاديه عؤبال ما اتوضا واصلى ارجع اكمله واوديهوله " ذهبت إلى المطبخ وملأت الكنكنه ووضعتها على نار هادئه وتوجهت لصلاة المغرب
نظر الأب حوله فلم يجد زوجته فحدثته نفسه "أنا باين سرحت وما اخدتش بالى انها قامت،أروح اشوفها فين،أكيد كالمعتاد..... فى المطبخ" وجد الكنكه على النار، فقال مخاطباً نفسه:"حبيبتى يا ماما مشربتش الشاى بتاعها لدلوقت لأنى مكنتش معاها ،هعمله واوديه لها ،هى بتحبه مغلى عالهادى بنص معلقة شاى...كدا تمام عؤبال ما يغلى اكون صليت المغرب وارجع اكمله
ارتفع صوت سائلاً"مشفتيش المفك الصغير محتاجه ضرورى؟" دا كان سؤال الأخ الأكبر لأخته قبل توجهها للبحث عن المفك فى ادراج المطبخ،وبالطبع وجدت الشاى على النار"حبيبى يا بابا ما رضيش يقومنى من أودام المسلسل علشان اعمل له الشاى!!بموت فيك والله لأعملك أحلى كوباية شاى عملتها فى حياتى..بس هو بيحبه فى فنجان وبمعلقه ونص سكر" أعدت الفنجان وبه السكر ووضعته على صينيه جميله ،ثم صاحت فجأه "يا خبر المفك فى أودتى فوق اطلع اجيبه عؤبال الشاى ما يغلى" واسرعت الى الطابق الأعلى
خاطب الاخ نفسه"هى بتجيب المفك من المصنع وللا إيه أما أروح أشوفها" وذهب يبحث عن أخته- وأكيد طبعاً -عن المفك فى المطبخ
"إيه ده؟هى سابتنى وجت تعمل شاى !!دى أكيد سابته وراحت تدور على المفك وأنا مكافاه ليها هكمل لها فنجان الشاى دا جاهز يا دوب بس هحط لها النعناع إللى بتحبه فى الفنجان وبعدين أصب عليه الشاى ،دى النار هاديه أوى بس خلاص غلى أهوه ...تررررن ترررن "دا التليفون أروح أرد وأرجع أكمل الشاى"وضع النعناع فى الفنجان وصب فوقه الشاىثم خرج مسرعاً
كانت الصغيره وحدها أمام التليفزيون وانتبهت فجأه ألى هدوء المكان "هما راحو فين وسابونى كلهم،مش كفايه ما رضيوش يجيبولى "سبيس تون"وكمان سايبينى مع المسلسل الممل لوحدى؟أروح أدور عليهم أحسن
قادتها أولى خطوات البحث إلى المطبخ فوجدت فنجان الشاى يتصاعد منه البخار:"يا ترى دا بتاع مين؟ عموماً انا هوديه عند التليفزيون وأكيد صاحبه هييجى على هناك بس ربنا يستر وما ينقلبش على"وحملت الصينيه والفنجان بأناملها الدقيقه وسارت بخطوات متعثره إلى وجهتها حيث تتجمع القبيله
انفتح باب المنزل ودخل الأخ الأوسط مندفعاً كعادته فى دخوله وخروجه وعندما لمح الصغيره أمامه مع حمولتها الثمينه المخيفه خاطبها صائحاً:"إيه دا يا "منونه"؟!شاى؟!ما بقاش إلا انت يا فسفوسه يا بتاعة اللبن تشربى شاى ..يا بنتى المنبهات دى للكبار فقط ،ماما لو عرفت هتزعل منك

أجابته بسرعه وكأنها تدفع عن نفسها تهمه:"لا.لا يا"طاطا" دا مش بتاعى ،أنا لقيته جاهز فى المطبخ أؤولت أجيبه لصاحبه بدل ما يروح المطبخ تانى ممكن يكون بتاع "أبيه ميمى"،أصل أنا مش لاقيه أى حد منهم"
"طب هاتيه عنك بدل ما يندلئ عليكى"
ظهرت الأم معلقه على الموقف "دا شاى أنا عملاه لـ"بابا" مشربش بعد الغدا وخرج بسرعه
الأب:"دا أنا تصورت أنه بتاعك وعملته زى ما بتحبيه مغلى بنص معلقة شاى!وكنت هكمله بعد الصلاه
كانت الأخت الكبيره تهبط درجات السلم فإلتقطت كلمات الحوار وعلقت هى الأخرى باسمه:"أما أنا بقا تصورته بتاع بابا وحضرت له فنجان ومعلقه ونص سكر وكنت هكمله لما أنزل
إرتفعت ضحكه من خلفهم "وأنا تصورت إنه بتاع "سابى"بدأت فيه وبعدين راحت تدور على المفك فكافئتها بنعناع طازه فى الفنجان زى ما بتحبه ،وكنت هوديه لها بعد ما أرد على التليفون"يظهر إنه فنجان شاى "ش.م.م".

نظر كل واحد منهم إلى الآخر وانفجروا جميعاً بالضحك فى نفس الوقت،وكأن جنيه صغيره ضربت بعصاها السحريه فوق ضحكاتهم فمزجتها بالسرور والسعاده و......الـــحـــب

تعالت صيحات الغضب من أحد الغرف وظهر شاب منكوش على باب أحد الغرف"هو أنا ما أعرفش أنام شويه عاوز أطبأ يا ناس عندى مذاكره كتير ودى ثانويه عامه مش لعبه،ما دام مفيش نوم يبقا واحد شاى مظبوط مغلى يا ماما لو سمحتى..ممكن؟ ومتنسيش"النعناع
كان هذا أصغر الذكور،أجابته الأم من بين ضحكاتها اللؤلؤيه:"الشاى جاهز يا ميدو"،كأنه مستنيك .
وعادت الأسره إلى ضحكاتها الرنانه السعيده مره أخرى
جلس "ميدو"يستمع إلى حكاية"أروع وأحلى وأطعم وألذ وأشهى وأحب"فنجان حب،أقصد ....فنجان شاى شربه فى حياته ،كان مذاقه غريب وكأن كل فرد ساهم فى صنعه واعداده قد أذاب قطرات سخيه من الحب والسعاده،وأصر "ميدو"أن يشاركه الجميع فى فنجان الشاى الثمين
ولو برشفه صغيره..المهم أن يتذوق طعم الحب الحقيقى طازجاً بدون "برود عاطفى أو فتور التعود"وأكيد بالنعناع

حد فى حياته شرب شاى باللذاذه والطعامه والحب دول؟؟ أتمنى ان كل واحد فيكوا يكون له نصيب فى فنجان أو وجبة
"حب حقيقى"
ربنا ما يحرمكوا من إللى تحبوهم ولا يحرم إللى يحبوكم منكم يا رب
وماتنسوش تستمتعوا بحياتكم على أد ما تقدروا وماتكسلوا عن كلمة أو موقف حب للى تحبوهم
الله أعلم بكره فيه إيه
تحياتى وحبى للجميع
احبكم فى الله
صابرين أبو على

هناك تعليقان (٢):

katkota يقول...

بجد الواحد نفسه فى كوباية شاى حلوة أوى كده بس تفتكرى بقى فى عيلة بتعمل كوباية شاى بالحب ده ربنا يرزقك بالزوج الصالح و الذرية الصالحة وتعملوا كوباية شاى بالحب ده بش مش تنسى تبقى تعزمينى

غير معرف يقول...

it is one of the best articls that i ever read.
may Allah bless this beutfull
family