بييجي وقت لازم تسكت فيه , وعقلك يقولك ( خليها فى القلب تجرح , بدل ما تبان و تفضح ) .. و أوقات تحس إنك لازم تتكلم .. مش قادر تكتم و تخبي .. وإلا هتنفجر .. علشان متكلمش نفسك و الناس تقول إتجننت .. أو تخلق شخصية من خيالك تعيش معاها و تعزلك عن العالم ويقولو عليك براوي ... يبقى الحل إنك تفضفض .. اللى تقدر تتحمله خليه جواك .. و اللى متقدرش عليه .. ويفيض بيه قلبك و عقلك .. وزّعه على اللى حواليك ... هنا مش مجرد كلام و حكايات ... كل رسالة هي فيض من ( فيوض القلب والخاطر ) ....... أنا / صابرين أبوعلي

الاثنين، ٢٥ مايو ٢٠٠٩

مـــين فــيـنـا الأعــمــى؟؟؟؟؟



مره كنت بتفرج على قناه لذيذه أوى؛كلها رحلات وسفارى. ومن حظى كان في فيلم تسجيلى عن عالم البحار وعجايبه ،ومن ضمن التقرير معلومه بتقول إن فى "سمكه" عمر ذاكرتها (3 ثوانى فقط). أنا سمعت كدا وفضلت أاااااضحك لما وقعت من مكانى،فكرتنى بالسمكه "دورى" فى فيلم finding Nemo ،

دا على كدا فى أخيب منى فى حكاية الذاكره دى!! طب السمكه هتعوز الذاكره تعمل بيها إيه؟! لكن أنا معذوره...تبآ الكلمه على لسانى وأنسى عاوزه أؤوا إيه، آجى أجيب حاجه من المطبخ أبص ألاقى نفسى فى أودة النوم. مش بؤولكم الله يكون فى عونى وعون إللى عايشين معايا.
كله كوم والمواقف إللى بيسببهالى ضعف (أو فقدان الذاكره الجزئى ) دا كوم تانى...وأسوأها إنك تنسى اسامى الناس إللى بتتعامل معاهم...يعنى لو حد سلم علىَّ وانا ناسيه اسمه بروح آيله " إزيك يا بوررروم" بكلفت الاسم يعنى علشان ماياخدش باله، حاجه تكسف مش كده. لما يبآ حد عارفك وانت كمان عارفه كويس اوى وناسى اسمه.
والأكتر من كونها حاجه تكسف فهى بردو حاجه مزعجه جداً..تحسسك بالعجز والخنقه من نفسك. وحسيت بأكتر من كدا كمان لما كنت عند واحده صحبتى وسمعت صوت روعه بيقرا قرآن جاى من عند الجيران، سمعاه قبل كدا بس فين؟ مش فاكره.
وبعد ما يئست من محاولات التذكر نزلت، وأؤدام باب العماره قابلت إللى كنت بحاول أفتكره؛ عمو الشيخ/ محمد إللى كان بيحفظنا القرآن. يااااه ،والله زمان.ولأنى لقيته من غير حد يوصله أو يعديه الطريق علشان هو مش بيشوف ،قلت أعرض عليه المساعده واستحمل إللى بيجرالى من كلامه وتريقته علىَّ بسبب سوء حفظى الناتج عن ضعف ذاكرتى. قربت منه وبصوت واطى كدا وأنا واقفه وراه قلت :" إزيك يا عم الشيخ؟"
إللى حصل بعد كدا كان "صادم" بمعنى الكلمه، قبل ما يلتفتلى كان بيؤول :" أهلااااً ،إزيك يا صابرين وإزى إخواتك (قال بالإسم والمهنه) وإزى أبوكى وأمك؟" يا خبر أبيض...هو عم الشخ فتح ولا إيه؟

يكنش كمان طلعت له عيون فى راسه من ورا؟!! وعلشان أدارى إرتباكى قلت إللى جه على بالى:" الحمد لله ..كويسين، وبعدين اسمهم باباكى ومامتك مش أبوكى وأمك".
- والله؟!! مع ان القرآن والسنه لما بيتكلموا عن الوالدين بيقولوا "أبوك وأمك".
يا سيدى ع الكبسه...حاجه تدفى فى البرد ده، وإمعاناً فى حرق دمى زاد فى الكلام وقال: إنتِ لسه ما بطلتيش لماضه؟ فكرت إن بعد سنتين يكون ربنا هداكى. ويا ترى لسه حافظه إللى أخدتيه ولا إتبخر؟.
- والله يا عم الشيخ بحاول، بس إنت عارف حالة ذاكرتى الميؤس منها. بعانى منها وهى بتعانى معايا.
- آه ..ما أنا فاكر، دا إنت أكتر واحده تعبتينى فى العيله، ياما ضربتك فى حصص الماضى واللوح (الماضى يعنى المراجعه ع القديم واللوح يعنى الجديد).
- ما أنا علشان كدا بطلت حفظ..مينفعش آنسه محترمه تنضرب.
- والله يا بنتى أنا كنت عاوز مصلحتك، بس إنت استسهلتى ووقفتى حفظ، لو كنتى بتذاكرى علشان تكملى دراسات عليا ولا تاخدى كورسات فى حاجه تانيه كنتى "جاهدتى" أكتر من كده. بس نقول إيه؟ الناس كلها بيدورا على تعليم الدنيا ويتجاهلو تعلم كتاب الله.

أنا من كتر الإحراج بقيت مش عارفه أتكلم ولا أرد؛أصله عنده حق، كان لازم أتوه فى الكلام علشان موقفى مايبآش أوحش من كدا.
-
بس ما شاء الله على حضرتك يا عم الشيخ، ذاكرتك فوق الممتازه، من صوتى بس افتكرت كل حاجه، يا ريتنى كان لى عُشر ذاكرتك دى بس... والله ما كنت قصرت فى الحفظ.
- ربنا بيعوض يا بنتى..لمابياخد نعمه من حد بيعوضه نعم كتير جداً بدلها، أخد منى نعمة البصر وإدانى خيراً منها..نعمة الذاكره وقوة السمع. عارفه ربنا مش بيبارك فى ذاكرتكو وحفظكوا ليه؟ من كتر الحاجات إللى بتشوفوها وواخدينها ببساطه وهى ما ترضى الله ورسوله. ربنا يهديكوا ويجعل لكم منه نوراً.
- تحب أوصل حضرتك لمكان؟
- كتر خيرك يا ستى، أنا عارف طريقى وشايفه يمكن أكتر من المفتحين.

عم الشيخ دربكنى وبرجلى مخى...كل كلامه صح، ورجعنى لتصور غريب كنت معتقده فيه طول عُمرى... وهو إن كل حفظة القرآن الكريم لازم يكونوا مكفوفين، كان معظم إللى بشوفهم حافظين القرآن يطلعوا مش بيشوفو علشان كدا الفكره الغبيه دى ركبت فى دماغى.وكأنى بلتمس لنفسى العُذر علشان أنا بشوف يبآ مش هعرف احفظ القرآن. صحيح ان فقدان البصر بيتعوض فى تقوية باقى الحواس، بس دا مش مبرر أبداً.
ياااه..افتكرت حاجه لسه جايه على بالى حالاً..باين الذاكره هتشتغل: كان فى مره تلميذ عند شيخ "واحد من الأئمه المشهورين" بس مش فاكره مين ،تقريباً الإمام الشافعى..احمدوا ربنا انى افتكرت الحكايه..المهم، التلميذ ده كان بيحفظ القرآن، وف مره وهو خارج من عند الشيخ شاف واحده حلوه وبصلها ،فنسى اللى كان حافظه، فراح اشتكى للشيخ بتاعه وكان اسمه وكيع...فطبعاً سمع كلام حلو التلميذ لخصه فى البيتين دول:
شكوتُ إلى وكيعٍ سوء حفظى فأرشدنى إلى ترك المعاصى
وأخبرنى بأن العلمَ نورٌ ونورُ اللهِ لا يُهدَىَ لعاصى

أظن فاهمين طبعاً.

فعلاً...قرآن ربنا دا نور " ومَن لم يجعل اللهُ له نوراً فما له من نور"، كل الآيات إللى ذكرت البصر والعمى كانت بتتكلم عن القرآن الكريم وحفظه، الحافظ مبصر ولو أعمى ،والمتجاهل أعمى ولو مبصر.
"
ومَن أعرضَ عن ذِكرى فإن له معيشةً ونحشُره يوم القيامةِ أعمى، قال رب لم حشرتنى أعمى وقد كنت بصيراً، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليومَ تُنسىَ" سورة طه الآيات 124و125و126
"إن الذين اتقوا إذا مسهم طائفٌ من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون" الآيه 201 الأعراف
وما تنسوش إ ربنا سبحانه وتعالى قال :"فإنها لا تعمى الأبصارُ ولكن تعمى القلوبُ التى فى الصدور".

يمكن إللى بيهون علىَّ سوء حفظى شوى هو انى والحمد لله مش بهجر القرآن ولا بنساه وبرتل منه كل يوم يمكن دا يكون شفيع لىَّ، وكمان من رحمة ربنا بينا ان حفظه مش فرض، لكن التخلق بأخلاقه هو الفرض والسنه كمان، سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كان
"قرآناً يمشى على الأرض" وكمان كان خُلُقُهُ القرآن.

يا ريت احنا كمان مادومنا مش قادرين نحفظه نبآ نعمل بيه...والله كله خير، فاكرين حكاية "جاد الله القرآنى اللى كنتى بعتهالكم من اكتر من سنه"؟ . قريت مقوله عجبتنى :"من أراد أن يكلم الله فليصلى وليدعو ومن أراد أن يكلمه الله فليقرأ القرآن" مع ان والله أوقات كتير وانت بتقرا بتحس ان "القرآن هو إللى بيقراك وعارف إللى جواك...بيلمسك ويحسك بجد".

سرحت...وما فؤت غير وعم الشيخ بيعدى الطريق لوحده وانا واقفه مكانى، ولا اتهز، وافتكرت كلمة طه حسين:" ويد الضرير وراءها عينٌ ترى" أكيد إيد ربنا ونور ربنا هو إللى بيرشده.

ولقيتنى بسأل نفسى سؤال : يا ترى لو حد شافنى واقفه جنب عم الشيخ محمد ولا لقانى بعدى معاه الطريق هيؤول "مين فينا الأعمى؟؟!!" وهيشفق على مين فينا الأكتر؟

قال تعالى "وننزلُ من القرآنِ ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيدُ الظالمين إلا خساراً" أكيد الظالمين أنفسهم إللى مش بيعرفوا يستغلوا نعم ربنا صح علشان يحصلوا بيها نعم زياده وقال سبحانه وتعالى ايضاً "
ولقد زرأنا لجهنمَ كثيراً من الجنِ والإنسِ لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ولهم أعينٌ لا يبصرون بها ولهم آذانٌ لا يسمعون بها، أولئكَ كالأنعامِ بل هم أضلُ أولئكَ هم الغافلون".
ربنا يجعلنا من الذاكرين المتذكرين مش من الغافلين أبداً يا رب
تحياتى للجميع وربنا يجعلنا من المبصرين فى الدنيا والآخره...أهل القرآن
sabrina abu ali

ليست هناك تعليقات: