بييجي وقت لازم تسكت فيه , وعقلك يقولك ( خليها فى القلب تجرح , بدل ما تبان و تفضح ) .. و أوقات تحس إنك لازم تتكلم .. مش قادر تكتم و تخبي .. وإلا هتنفجر .. علشان متكلمش نفسك و الناس تقول إتجننت .. أو تخلق شخصية من خيالك تعيش معاها و تعزلك عن العالم ويقولو عليك براوي ... يبقى الحل إنك تفضفض .. اللى تقدر تتحمله خليه جواك .. و اللى متقدرش عليه .. ويفيض بيه قلبك و عقلك .. وزّعه على اللى حواليك ... هنا مش مجرد كلام و حكايات ... كل رسالة هي فيض من ( فيوض القلب والخاطر ) ....... أنا / صابرين أبوعلي

الاثنين، ١٦ نوفمبر ٢٠٠٩

أوقات عصيبه....عنوان سلف

اكيد عارفين العنوان ده "مستلفاه" من مين، من الكاتب الانجليزى "تشارلز ديكنز" لو تفتكروه، الراجل الكئيب ده إللى طلع وقت الثوره الصناعيه وورانا قصص ما يعلم بيها إلا ربنا مشبعه بالهم والغم والكآبه والقلق زى ( أوليفر تويست – ديفيد كوبر فيلد- آمال عظيمه – قصة مدينتين وكمان أوقات عصيبه) والأخيره دى هى إللى استلفت عنوانها علشان لايق جدااااً عالموضوع
و"الأوقات العصيبه" دى اعتقد ان كلنا عيشناها حتى الناس إللى عامله نفسها "تقيله ومش فارق معاها" وكله محصل بعضه
حوالى 100 دقيقه من الرعب والمعاناه النفسيه ويمكن الجسديه كمان، دقايق هى عمر الماتش بينا وبين الجزائر، مجرد ماتش، 22 بنى آدم عاملين عقلهم بعقل كوره بيجروا وراها ومدوخاهم فى الملعب وهم مدوخين ملايين العيون رايح جاى وجاى رايح لما دمنا هرب والباقى منه نشف واعصابنا إنهاااارت بجد
واسمحولى احكيلكم اوقاتى العصيبه أو
بتاعتىhard timesبعد إذن أونكل ديكنز

بدأ القلق من الليله إللى قبلها وإنت بتفكر "الله اعلم بكره زى دلوأت هيكون حالك إيه؟ مكبوس وواكل سد الحنك ولا فرحان ومزأطط فى الشوارع؟؟" وحطيت راسك عالمخده وفضلت تتقلب ساعه عؤبال النوم ما حن عليك وجالك

صحيت تانى يوم الصبح قلقان زى ايام الامتحانات ومعدتك مقلوبه وعاوز اى حاجه تضيع الوقت أو تتكلم مع حد يطمنك بمواضيع بعيداً عن الكوره والحلم المستحيل أو شبه المستحيل،مع العلم ان النهارده اجازه والوقت هيعدى بتجره سلحفاه عارجه وعندها 180سنه،يعنى هتشيب من الانتظار.
جيت تفتح النت تشوف الاخبار لقيت ناس بتزود قلقك وتشكيل الفريق لسه غير مُعلَن وتعليقات صحابك على الفيس بوك بتزيد من معاناتك النفسيه،بس بردو فضلت تقاوح وتقول "إن شاء الله هنكسب يا رب" حتى لو خسرنا الماتش منبقاش خسرنا اليوم فى اليأس والزعل قبل الأوان
سبت النت وطلعت اقلب فى القنوات اشوف واسمع من هنا وهناك،واغانى بقا توجع القلب وتجرى الدموع وتبا مكسوف مش عارف تودى وشك فين من هيافتك ومشاعرك اللى هتفضحك وسط الناس، وعلشان يكمل الرعب جه بابا"حبيبى" شايل الرسيفر علشان يظبط شفرات القنوات إللى ضايعه بقالها 3 اسابيع و"حبكت "يظبطها النهارده مع واحد صاحبه
طبعاً اتنرفزت وحاولت اعترض لكن مفيش فايده علشان بابا احياناً بيبقا ديكتاتور متعصب لقراراته،وقعدت ابص فى الساعه وكنا بعد آذان المغرب ،صليت وقعدت ادعى ،أدعى ان بابا ييجى بالريسيفر طبعا بدل ما الماتش يضيع عليا

ضوافرى كلها خلصت من القرقضه ودخلت على عقلات الصوابع وقبل ما تخلص قلت اوصل على البوستر الأرضى إللى انقرض بس اتحوجناله،واتصرفت وحاولت واتكهربت ييجى تلات مرات لما شعرى وقف وكله "فدا مصر وماتش مصر" واخيراً وصل وبديت اقلب فى القنوات،فاكرين القناه التالته والرابعه والخامسه والسادسه والتامنه؟؟عؤبال عندكم انا بقا شفتهم وفكوا توترى شويه لما ضحكونى على الاستوديوهات والمذيعات إللى سيبينهم بقالنا 10 سنين ورجعت لقيتهم زى ما هم،الله يحِظهم ضحكونى والله واخيراً لقيت القناه الأولى وشفت الاستاد من تانى
الوقت بيجرى والقلق بيزيد وصوابعى بتخلص من القرقضه،وجه بابا وفصل كل إللى عملته ووصل الريسيفر واتصدمت ان ولا واحده من القنوات الفضائيه إللى بحبها هتذيع الماتش اعتراضاً على موقف وزير الاعلام إللى قلبهم واتصرف من وراهم مع انهم "مفوضينه" يتكلم بإسمهم

وكمان حطينلى شاشه زى بتاعة ايام الحِداد او المصايب، بيفولوا علينا منهم لله، يا دهوتىىىىىىى،انا ناقصه رعب وقلق؟؟!! دا جزاء تريقتى على القنوات الأرضيه،من فات قديمه تاه يا ناس،وسبت بابا فى الريسيفر بتاعه وجريت اوصل البوستر على تليفزيون المطبخ،وتمت العمليه بنجاح ولقيتهم اتسرسبوا واحد ورا التانى وآنسونى فى المطبخ على كراسى ماشى على الارض ماشى المهم نشوف الماتش

الأمهات دول مزاجهم رايق والله!! تخيلوا فى إللى إحنا فيه ده ونلاقى ماما محضره ترمس ولب وفاكهه وعصير،ناقص بس شجره واتنين ليمون ونقلبه فيلم رومانسى ،بذمتكوا حد لسه نفس ياكل فى الظروف دى؟؟؟
وبدأ الماتش وبدأت المعاناه الحقيقيه ومن اول ثانيه وانا اقرا الفاتحه وكل القرآن إللى حفظاه وأدعى واستغفر وأهلل واكبر كل دا فى سرى،لجوه يعنى ويادوب هه ونلاقى الدنيا ولعت والشارع هاج وضرب نار كمان وجووووووووووووووول فى الدقيقه الاولى و59 ثانيه، يا حلاوه يا ولاد!! دا لو مشيوا بالمعدل ده يبقا الجزائر هتنسحب من الشوط التانى
واحده واحده وكالعاده نارنا بتخمد بدرى،والرعب زاد والقلق سيطر عالمكان جوا وبرا التليفزيون ،قلت بدل ما آكل دراعى وادخل على دراع الكرسى اشوف حاجه افرغ فيها توترى وروحت جبت 6 راسات "ثوم" اقشرهم يسهونى شويه،وألاقيلكم بابا "إنسحب" وقال اطلع اشوف فيلم "هندى" احسنلى، وماما وراه بتقول ايه الماتش البايخ ده إللى من غير اهداف، واختى وولاد عمى كل واحد يقول كلمه من ناحيته وبهدلوا اللاعيبه ولا كأنهم كانوا لسه بيهللولهم من شويه

شوفتوا الكارتون بتاع"توم وجيرى" لما جيرى بيخلى توم نايم ويروح يشد شعرات "شنبه" شعره شعره وتقول "تن تن"؟؟ اهو انا حسيت ان دا بيحصلى بالظبط بس فى "قلبى" كأن الحبال اللى بتربطه بالعضلات والصدر بتتقطع واحده واحده ومع نفس الموسيقى التصويريه بتاعة الكرتون "تن تن تن" وصوت دقاته عِلى وبقا يسمع فى ودانى دا كله كوم وشلال حمض الـ
HCL
" فى معدتى كوم تانى،يعنى لو مجتليش قرحه السنين الفايته يبا اكيد جاتلى النهارده

خلص الشوط الاول وخلصت تقشير التوم فى الاستراحه وانا مفتحتش بؤى بكلمه، ما غير إلا فى سرى عمالى أناجى ربنا وأدعيه واقرا قرآن ،وطبعاً حسيت ببرد إلى درجة السقيع والرعشه كمان،دمى اتجمد،والتعليقات الساخره حوالى محطمانى بجد
وقفت أدور على أى حاجه اعملها، ولو كنا خسرنا الماتش كانت ماما هتبقا المستفيد الوحيد فى الليله دى، غسلت الاطباق ورتبت المطبخ وغليت لبن العيال الصغيرين وحضرت الببرونات ،كل ده وعينى عالشاشه وعداد الوقت ولسه بدعى ربنا فى سرى ودموعى بتنقط من كل حته حتى ودانى لحد ما حسيت ان ركبى بتخبط فى بعض ورجلى مش متحملانى بجد و.....انهرت على الأرض

وشى بين إيديى وراسى قربت تلمس الأرض والصوت الوحيد إللى طالع منى نهنهه ونحيب وانفاس متردده بين الشهيق والزفير، مقدرتش استحمل الكلام والتعليقات على اللاعيبه،صرخت فى الموجودين"حرام عليكم،كفايه،الله يكون فى عونهم كفايه الضغط إللى حاسين بيه وانهم لو لاقدر الله خسروا هيبيتوا ملايين فى حزن" كنت عاوزه أروح أطبطب عليهم واحد واحد واقولهم ميهمكوش، بس بردو كنت عاوزه اطبطب على اكتر من 70 ألف واحد حضروا وكلهم أمل وعشم وفرحه وممكن يروحوا مكسورين القلب والخاطر
الكاميرا جابت مشاهد لناس وهى ماشيه بعد الوقت الاساسى على وشهم الحزن وراسهم فى الأرض،وجعونى اكتر.وقفت ورفعت ايدى لربنا " يا رب، متكسرش بخاطرنا، عشمنا فى كرمك كبير يا رب واحد كمان بس يا رب وادينا فرصه تانيه فى السودان"،بقيت اقوم واقعد واركع على ركبتى زى المجنونه
ولقيتنى بردد آخر آيات سورة البقره،ووقفت عند دى" ربنا ولا تحملنا مالا طاقةَ لنا به واعفو عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فأنصرنا...." وما كملت الآيه لأن منافسينا مش كافرين والحمدلله،ورجعت اعيدها تانى وتالت وعاشر غمضت عينى وكلمت ربنا " يا رب اجبر بخاطرنا، قريت انه ما عُبٍِدَ الله فى الأرض بأفضل من "جبران الخواطر" ان لم نكن أهل لها فأنت أهل لها،يا رب اكفينا ألم الخيبه والخذلان، يا رب أمرك بين الكاف والنون ،دى بس "كُن" منك وينقلب حالنا من الحزن للفرح ومن اليأس للأمل، يااااااا رب......" كلام كتير مش فاكراه أوى وفتحت عينى على عداد الوقت وباقى أقل من دقيقتين
وجه الجول التانى وصرخنا كلنا، كلنا فى صوت واحد" الحمد لله، الله اكبر" مبقتش عارفه اقول غير الحمد لله والشكر لله،مش قادره اسيطر على دموعى وصرخاتى، حتى ماما عيطت م الفرحه،والصغيرين اللى عمرهم شهور يادوب بقوا يهللوا معانا.
اللهم لك الحمد كله ولك الشكر كله وإليك يرجع الأمر والفضل كله، سبحانك لا نحصى ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك
عارفين،انا اتعلمت وعرفت حاجات كتيييييير أوى أوى من الماتش ده
يعنى بالعربى كده...الدروس المستفاده:

اتعلمت انى ممكن اسيطر على اعصابى أو احولها لصوره تانيه غير هدامه وما تأثر عليا أو على إللى حوالى بالسلب، ولو حصل وانهرت يبقا بردو بإيجابيه ،حتى لو حد انهار بجد يلاقى حد جنبه جامد ممكن يقويه ويثبته،مش قصدى على الماتش بس على مواقف تانيه كتير ممكن اللى معاك ينهار او ييأس فيلاقيك جامد جنبه تقويه ويتسند عليك

عرفت كمان انى "مش بياعه" والحمدلله، يعنى مش بسهوله ابيع حد وافرط فيه علشان غلطه او موقف، افتكر له الحلو قبل الوحش وان خطأ واحد او حتى اتنين مش كفايه علشان اهينه وافقد ثقتى فيه، تخيلوا لو كان كل الجمهور باع الفريق وشتمه بصوت عالى وسابوا المدرجات كان ممكن حصل ايه؟؟؟ مش بعيد كان الجزائريين جابوا هدفين تلاته فى الوقت البدل الضايع،اتمسك بإللى إنت مؤمن بيه لآخر لحظه فى عمرك، انا كدا "عذرت" إللى لسه زملكاويه وعرفت ان عندهم أصل...اثبتوا يا رجاله

اتعلمت كمان ان "الأمل" موجود لآخر فيمتو ثانيه فى العمر، يعنى ممكن السكينه تكون على رقبتك وتحس بحرارة دمك من مكان الدبح وبردو تفضل تقول "يا رب" الامل موجود علشان دايماً فى ربنا أدرى بحال العباد،وعلشان إنت بتكون محتاج تاخد الدرس كامل زى كورس المضاد الحيوى كده ولازم تشرب الكاس لآخر نقطه علشان تتعلم صح او تُشفَى بجد

اكتر حاجه اتعلمتها، ان لسانك فعلاً ما بينطلق بالدعاء ويمكن بكلمات جديده عليك وبمنتهى الصدق والإخلاص غير فى اشد لحظاتك معاناه واحتياج، واننا لسه فى أزماتنا ومعاناتنا دى كلها اسلامياً وعربياً علشان مفيناش حد "حاسس بجد وبيدعى بجد" وعرفت ان اجمل وأبلغ دعاء هو......الحمد لله لما تحسها وتطلعها من قلبك

واهم حاجه اتعلمتها من موقفنا ومقارنته فى اول الماتش من آخره.....انك لما تدى حد أمل وتعشمه بيه ويكون واثق فيك أوى وبعدين تخذله دى حاجه ممكن تكون "قاتله" بالنسبه له، قرصة ودان فى حاجه بسيطه،"مجرد ماتش" مش معركه ولا مصير شعب ورغم ذلك حسينا بالخزى والخذلان والعار إللى هينكس راسنا أؤودام بلد عربيه زينا زيها ويكوى قلوبنا ولو للحظات، أومال حالهم إيه إخواتنا فى فلسطين والعراق وتركستان وافغانستان لما بنخذلهم يوم بعد يوم؟؟ وكأن ربنا سبحانه وتعالى بيقول لنا شوفوا بتعملوا فى اخواتكم ايه لما تكونوا قادرين تساعدوهم وما بتتحركو، دا مجرد واحد على مليار المليار من اللى بيحسوه

غيرهم كان عمل مقابر وكتب على كل شاهد قبر منهم اسم دوله عربيه وفيها جمله واحده" وُلِدوا وماتوا دون ان يعيشوا أو يتركونا نحيا"، او احتمال يكون عندهم امل نتحرك فى آخر دقيقتين من المباراه....قصدى الحياه

كالعاده عارفين انى "بفضفض" معاكو بكل حاجه بحسها او تجربه بعيشها،ودى فعلاً كانت "اوقات عصيبه" بالنسبه لى ولكتير غيرى،يكفى انى مكنتش عاوزانا نتهزم على "أرضنا" ولا نطلع عيال "بؤ" وطأ حنك وكلامنا كله فشنك، كان هيبقا شكلنا وحش اوى بس ربنا سترنا والحمد لله

على فكره...انا مش بطيق "تشارلز ديكنز" وعازه أولع فى كل رواياته إللى عندى بس مستخسراها،مكنتش اتصور انى فى يوم هستلف منه اسم واحده من اكأب واعتم واغتت واسود رواياته، ودا يعلمنى بردو اننا فى بعض الاحيان ممكن نستعين "بالأسوأ" علشان نوصل فكره او نشرح وجهة نظرنا

وبالمره بقا هستلف اسم روايه كمان من بتوعه علشان اعبرلكم عن اللى بتمناه وبدعى بيه ربنا لمبارة يوم 18 فى السودان، "آمال عريضه" أو

great expectations

،وربنا يستر وأونكل "ديكنز" ميتطوعش ويدينى بونص على كل روايتين واحده هديه ونلاقيه باعتلنا سوداويته الشهيره "قصة مدينتين"

a tale of two cities

والفريقين يقطعوا بعض فى السودان وتروح فى الرجلين بذنبنا ووقتها هعملهالكم انا روايه طحن بعنوان "قصة مدينتين والتالته إللى راحت فى الرِجلين" واخيراً وليس آخراً

سترك يا رب وجيب العواقب سليمه ياااا رب

اشكركم على صبركم معايا وعليا لحد دلوأت
صابرين- مش اكتر منكم-أبو على

ليست هناك تعليقات: